وصل العرب إلى المغرب سنة 782 م وقد سبقهم إليه الفينيقيون والرومان كما تدل على ذلك أطلالهم المكتشفة في وليلي وشالة .
أما العرب فقد أتوا بدين حنيف وسياسة سمحة وكان الباعث على دخولهم إليه روحيا قبل كل شيء . وقد نشروا الدعوة الإسلامية التي اعتنقها السكان مما احدث انقلابا عظيما في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية .
وعندما عين الأمير إدريس الثاني بعد وفاة والده عاهلا على المغرب خرج من مدينته باحثا عن مكان جميل لإقامة عاصمته فجذبته سهول مدينة فاس بوفرة مياهها ، فقرر بناء مدينته فيها أقام أسسها سنة 808 م .
قسم إدريس الثاني مدينة فاس إلى قسمين أحاط كلا منهما بسور عظيم وقد خصص القسم الواقع على الضفة اليسرى للوادي لسكانه مع جنوده ورؤسائه وخصص القسم الواقع على الضفة اليمنى للقبائل .
وبعد مرور بضع سنين جاءت من قرطبة إلى فاس 800 عائلة أندلسية فاسكنها إدريس الثاني في الضفة اليمنى في المكان الذي أطلق عليه فيما بعد اسم عدوة الأندلس .
وبعد ذلك قصد فاس نحو 3000 من غرب القيروان واستقروا في الضفة اليسرى التي أطلق عليها عدوة القيروان .
وفي القرن XI وحد المرابطون العدوتين أحاطوها بسور – وفي عهدهم – حيث حكموا المغرب من القرن الحادي عشر إلى القرن الثاني عشر – غرفت مدينة فاس ازدهارا كبيرا حيث أصبحت اكبر مدينة في إفريقيا الشمالية من حيث المظاهر الدينية وغيرها .
وفي عهد المرينيين ( ق XII و XIV و XV ) وصلت فاس إلى أوج عزتها حيث أن سكانها بلغوا 200 ألف نسمة وحيث غدت عاصمة مملكة ممتدة الأرجاء تضم إفريقيا الشمالية والأندلس .
وقد شيدوا – الملوك – فيها القصور والمساجد والمدارس التي كانت تأوي الطلبة الأباعد والأجانب الذين تجذبهم جامعة القرويين .
وحوالي منتصف القرن XVI ، استولى السعديون على مدينة فاس ولكنهم فضلوا عليها مراكش التي اتخذوها عاصمة لهم . ومنذ ذلك الحين فقدت فاس المكانة العظيمة التي كانت لها ولم تستعدها إلا في عهد العلويين الذين خلفوا السعديين وجعلوا منها عاصمتهم ثم وقع الاختيار على مدينة الرباط وفي سنة 1912 وهو تاريخ إقامة الحماية بالمغرب .